الاثنين، 22 نوفمبر 2010

تاريخ تطور السفن



لاحظ الانسان القديم قدرة الاخشاب على الطفو فوق سطح الماء،ومنذ تلك اللحظة بدأ تاريخ السفن، فكان ان استخدم الانسان جذوع الاشجارالعائمة للتنقل البسيط عبر الانهار، ثم استطاع بعد ذلك تجميع عدد من جذوع الأشجار وربطهم ببعض فكان ما يعرف بالطوافات (
Rafts)،ثم اهتدى بعد ذلك الى حفر جذوع الأشجار الكبيرة وافراغ ما بها من خشب،صانعا بذلك هيكلا خشبيا سمى بالقارب، وكان يحمل فرد او اثنين على الاكثر.

استمر تطور السفن بعد ذلك الى العصر الفرعونى الذى اتخذت فيه السفن اهمية كبيرة نظرا لوجود نهر النيل وهو ما ادى الى استخدامه كطريق رئيسى فى التنقل،وشهد هذا العصر تطورا كبيرا فى السفن والمراكب من حيث قوة الدفع حيث ادخل المصريون الشراع لاستخدام قوة الريح، او من حيث السعة الركابية حيث بنى المصريون القدماء وكذك الفينيقيين فى الشام السفن الكبيرة التى تتسع لاكثر من 50 فردا،وكذلك من حيث الاستخدام من استخدام المراكب الصغيرة فى التنقل والتنزه عبر النيل الى استخدام السفن الكبيرة فى التجارة واحضار البضائع والاخشاب من بلاد الفينقيين شمالا الى بلاد بونت جنوبا(الصومال حاليا).
 

وعلى الجانب الاخر من البحر المتوسط،كانت الامبراطوريتان الرومانية والاغريقية اللتين اعتمدتا اعتمادا كبيرا على السفن ، فى المجال الحربى والعسكرى،فطوروهما لتحمل عددا كبيرا من الجنود وزاد كذلك عدد المجاديف المستخدمة، وكانت السفن هى الوسيلة التى غزت بها الامبراطورية الرومانية دول حوض البحر المتوسط وفرضت سيطرتها البحرية عليه.
 

وكان المصريون اول من استخدم الاشرعة لتحويل الرياح الى قوة دفع للسفن،وكان هذا الابتكار بمثابة ثورة نوعية فى مجال بناء السفن ،اذ ادى ذلك الى ازدياد حجم السفن والسعة الركابية لها،وبالتالى قدرتها على الابحار فترة اطول من الزمن،مقارنة بالسفن بدون الاشرعة،وقد فتح هذا الاكتشاف افاقا جديدة فى مجال الملاحة البحرية، ففى الفترة التى تعرف بالعصور الوسطى، سادت البحرية الاسلامية كل بحار العالم المعروف وقتئذ، واشتهر بحارة عظام من المسلمين مثل سليمان التاجر وابن ماجد، ووصلت السفن الاسلامية الى الهند والصين واندونيسيا، حاملين معهم رساة الاسلام الحنيف.

وفى عام 1492 ابحر الايطالى كولمبوس عبر المحيط مستخدما هذه السفن الشراعية ووصل الى العالم الجديد ( امريكا )، وفى عام 1497 قام البرتغالى فاسكو دى جاما برحلته الشهير من اوروبا الى الهند عن طريق راس الرجاء الصالح.

واستمر الحال الى ما هو عليه حتى قيام الثورة الصناعية الكبرى فى اوروبا، واختراع المحرك التوربينى على يد جيمس وات فى عام 1796 ، ولكن تاخر استخدام هذا الاختراع كمحرك دفع للسفن حتى تم تعديله ليناسب الاستخدام البحرى، وكانت اول سفينة تعمل بمحرك بخارى هى السفينة كليرمونت عام 1807، واول سفينة بخارية عبرت المحيط الاطلنطى جريت ويسترن فى عام 1838.

وفى عام 1894 بنى بارسون سفينته ((تربينيا)) وزودها بمحرك بخارى طوره بنفسه لتنجح هذه السفينة فالابحار بسرعة 34.5 عقدة(العقدة: وحدة سرعة وتساوى 1.853كيلومتر /ساعة)،وفى نفس العام تم اختراع محرك الديزل وتم تطويره كوحدة قدرة عمليا فى عام 1898، وبدأاستخدامه كمحرك دفع للسفن عابرة المحيط فى عام 1910، وهو بداية عصر سفن الديزل،وقد استحوذت محركات الديزل على اغلب سوق محركات دفع السفن لتميزها اقتصاديا فى استهلاك الوقود.
 وفى عام 1947 تم تركيب المحركات التوربينية الغازية الصغيرة(وهى توربينات تستخدم الغازات الساخنة مباشرة بدلا من البخار) فى الزوارق ذات الحجم االصغير مثل زوارق خفر السواحل،وكانت مميزات هذه التوربينات من خفة الوزن وقلة الحيز الذى تشغله من اهم الاسباب التى دعت الى استخدامها فى السفن الحربية.

 وبعد الحرب العالمية الثانية، وظهور الطاقة النووية وامكانية استخدامها سلميا وعسكريا،بدأ استخدام الطاقة الذرية كقوة دفع وكانت اول غواصة تعمل بالطاقة الذرية هى الغواصة (نوتيلاس) عام 1956 ،وفى عام 1959، تم تركيب محرك ذرى للسفينة التجارية(( سافانا))، وتم بعد ذلك التوسع فى استخدام الطاقة الذرية كقوة دفع للسفن والغواصات فى التطبيقات العسكرية مع التطور فى الافران الذرية وزيادة الامان لها، وقد ادى ذلك الى تطور السفن والغواصات من ناحية التصميم والاستخدام،فبالنسبة للغواصات، ونظرا لعدم حاجة المفاعلات النووية للاكسجين، فان ذلك مكن الغواصات من البقاء فترة طويله جدا تحت الماء دون الصعود للسطح،اما بالنسبة للسفن، فأدى ذلك الى ظهور حاملات الطائرات العملاقة.

هناك 3 تعليقات: